1 قراءة دقيقة
19 Aug
19Aug

قد يرى البعض أن تأسيس المشاريع الصغيرة طوق نجاة في عالم محفوف بالمخاطر، يموج بالمخاطر والتحديات موجًا، وقد يراه البعض الآخر مجالًا سهلًا، بحيث يمكن لأي كان أن يصبح رائد أعمال أو أن يطلق مشروعًا صغيرًا ناجحًا.والواقع، أن هذان طرفان احتاجا إلى واسطة، فلا تأسيس المشاريع الصغيرة، من حيث هو كذلك، طوق نجاة _ طبعًا إلا بشروط وفي ظروف معينة لا يسعنا بسطها الآن _ ولا هو عمل سهل ميسور. بل إننا نجنح إلى العكس تمامًا، أي أن تأسيس المشاريع الصغيرة عمل شاق جبار، والنجاح فيه أقرب إلى الاستحالة تقريبًا.لا يعني هذا أننا نثبط الهمم، أو نصد الناس عن تأسيس المشاريع الصغيرة، وإنما نحن نرى أن البحر الأملس لا يصنع بحّارة جيدين، وأن على الداخل هذا المجال عليه أن يدرك التحديات والمصاعب؛ كيما يكون على بينة من أمره.ولك أن تعلم _ لتتأكد من تحديات تأسيس المشاريع الصغيرة جمة _ أنه يوجد اليوم 150 مليون شركة ناشئة في العالم، ويتم إطلاق 50 مليون شركة ناشئة جديدة كل عام. وفي المتوسط، هناك 137000 شركة ناشئة تنشأ كل يوم. هذه أعداد ضخمة بكل المقاييس، ومع ذلك نسبة الفشل كبيرة جدًا.

تحديات تأسيس المشاريع الصغيرة

  • رفع سقف التوقعات

أحد أكبر التحديات التي تواجه الراغبين في تأسيس المشاريع الصغيرة، توقعاتهم غير الواقعية؛ إذ يتصور البعض منهم، خاصة أولئك حديثي العهد بهذا المجال، أنهم سيجنون الكثير من الأموال بمجرد إطلاق المشروع، في حين أن الواقع عكس ذلك تمامًا.فالمشروع في مراحله الأولى سيتطلب إنفاقًا عاليًا، وستكون محظوظًا إن تساوت النفقات مع الإيرادات بعد وقت لا بأس به من إطلاق المشروع، فما من مشروع يدر ربحًا هكذا بشكل عاجل، وإن حقق ربحًا فلا يكون الربح بهذه المبالغ غير الواقعية التي يتصورها البعض. 

  • الفشل في التخطيط

ولكن التحدي السابق من تحديات تأسيس المشاريع الصغيرة، ليس إلا تجلٍ لتحد أو قل لفشل آخر هو الفشل في التخطيط؛ فالذي يخطط لمشروعه على نحو جيد ودقيق سيكون قادرًا على ضبط توقعاته، والسير في خطط واقعية.أضف إلى ذلك، أن الفشل في التخطيط الاستراتيجي أو إهماله يقود إلى سلسلة أخرى من الأغلاط والتحديات؛ فالتخطيط الممنهج هو الذي يرسم لك الطريق، ويقودك في المسارات التي يمكن أن تحقق النجاح من جراء السير فيها.

  • الخوف من الفشل

سوى أن تحديات تأسيس المشاريع الصغيرة ليست قاصرة على ما فات، فأحد أكبر هذه التحديات الخوف من الفشل، لا سيما وأن نسبة الفشل في المشاريع الناشئة، لا سيما في الخمس سنوات الأولى، مرتفعة جدًا بل مخيفة.فأكثر الناس يخشى الفشل، أو يصده فشل الآخرين أو الخوف من أن يفشل هو عن خوض المغامرة. لكن النظرة الحكيمة الواقعية تشير إلى زاوية أخرى من التعاطي؛ فالفشل مجرد محطة مؤقتة، نتعلم منها الكثير من الأشياء والخبرات، أما النجاح فليس أكثر من معلم سيء.أضف إلى ذلك أن الذي يخاف من الفشل لن يفعل شيئًا إطلاقًا _ وليس الأمر قاصر فقط على تأسيس المشاريع الصغيرة _ فما من شيء في الحياة مؤّمن من الفشل. 

  • نقص الطلب

الأصل أن أحدًا لا يطلق منتجًا في السوق، إلا إذا كان هناك معدل طلب مرتفع أو على الأقل متوسط على هذا المنتج، أو إلا إذا هذا المنتج يحل مشكلة واقعية تؤرق الناس، وبالتالي يرجح أن يحقق المشروع نجاحًا معتبرًا.لكن الخطأ الذي قد يقع فيه كثيرون أنهم يطلقون منتجات لا يحتاجها أحد، هذا هو الخطأ، أما التحدي الذي نسوقه ضمن تحديات تأسيس المشاريع الصغيرة فهو ذاك المتعلق باكتشاف الحاجة أو الفجوة الموجودة في السوق، ومحاولة سدها أو إشباع حاجات الجماهير بأنسب طريقة ممكنة؛ إذ لست وحدك العامل في السوق، أو الذي حاول التصدي لهذه المشكلة.فأحد أبرز تحديات تأسيس المشروعات الصغيرة كثرة المنافسة، ووجود الكثير من العاملين في مجال واحد، اللهم إلا إذا قررت أن ترتاد مجالًا جديدًا، لم يطرقه أحد من قبلك، وساعتئذ ستواجه تحديات من نوع جديد لكن ليس من دونها كثرة المنافسين. 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة